عندما تصيح الديكة
قصة قصيرة بقلم :الطيب أديب
ارتاب الديك الصغير في أمر كبير الديكة الذي يتسلل ليلا خارج الحظيرة ،بينما الديكة والدجاجات في نوم عميق .وبينما كبيرالديكة يفتح الباب متسللا خارج الحظيرة،تسلل الديك الصغير خلفه بحرص..لم يصدق الديك الصغير عينيه فدعكهما جيدا وفتحهما مرة أخرى،وهز رأسه،فتأكد من المشهد المأساوي،وكان كبير الديكة يمزح مع الثعلب المكار ضاحا! الثعلب المكار "عدو الطيور"!
ساعة ورجع كبير الديكة يتسلل داخل الحظيرة،وأغلق الباب ببطء..الديك الصغير فاجأ كبير الديكة عندما قال له:تصبح على خير ياسيدي -الديك الأكبر – ولم يغمض له جفن طوال الليل..!
عندما يتنفس الصبح تصيح الديكة تسبح الرحمن وفرحة بإشراقة يوم جديد .وتخرج من حظيرتها تبحث عن غذائها..!
كبير الديكة أعياه التعب وسقط ريشه وفقد توازنه ولم يعد قادرا على حفظ أمن الحظيرة أو تأمين غذائها،حتى صياح الديكة كل صباح أصبح يزعج كبير الديكة فأصدر( فرمانا ) بمنع الصياح،مما أزعج الحظيرة التي قررت وضع حد للمهزلة..!
وفي صبيحة يوم غير عادي،بينما كبير الديكة قابع في ركنه الخاص يلتهم إفطاره بشراهة داخل الحظيرة،دخل عليه الديك الصغير بجرأته المعتادة قائلا له: سيدي الديك الأكبر،هل انتهيت من إفطارك؟!
قال كبيرالديكة: ماذا تريد أيها الديك الشقي؟!
قال الديك الصغير:الجميع ينتظرونك خارج الحظيرة لأمر جلل..!
خرج كبيرالديكة فارتاب في الأمر وأصابته حالة ذهول عندما شاهد جموع الديكة والدجاجات،وقد بدت عليه علامات الضيق والتذمر. وقال كبير الديكة:ماذا أصابكم ؟
فقال الديك الصغير : لابد من حسم الأمر ،وقد اجتمعنا وقررنا أن نشكرك على ماقدمته للحظيرة طوال هذه السنوات الماضية وقد قررنا أن نريحك من التعب لتترك أمر الحظيرة لمن هو أقدر منك!
انتفض كبير الديكة واحمرت عيناه وقال: إذن هي مؤامرة وأنت مدبرها..أنت لم تتعلم الأدب،فلترك الكبار يتحدثون ،وسأجعلك عبرة لكل من يسيء الأدب مع الكبار..!
قال الديك الصغير: اسمع يامن كنت سيد الديكة..لو كانالأمر بالسن لكان من بيننا من هو أحق منك بالإمارة..ولكن الأمر برجاحة العقل والحكمة،والتفاني في خدمة الجماعة والسهر على أمنها ،وتأمين غذائها ،وعدم الانفراد بالرأي .ويجب أن تتذكر أيها الديك الهرم أننالم نسمع ولم نر في حياتنا يوما أن الديكة كانت تمزح مع الثعلب عدونا اللدود..!
تقدم كبيرالديكة من الديك الصغير الذي تقهقر للخلف وصعد مكانا مرتفعا ..وقالت دجاجة كبيرة :إياك أن تقترب من الديك الصغير ،ولا تنسى وعدك لنا عندما أمرناك علينا..!
وقال كبير الديكة: أنا قلت إنها مؤامرة ..!
قالت الدجاجة :سمها كيفما تشاء ،مؤامرة، ثورة ، انقلاب .. فنحن قد اخترنا ديكا آخر غيرك ،وستبقى ان أردت مكرما معززا بيننا حتى يقضي الله أمرك ..!
الذي كان كبير الديكة قال: وإن لم أنفذ قراركم ماذا أنتم فاعلون؟
قالت الدجاجة الكبيرة : أرض الله واسعة ..!
وبينما أمير الديكة الجديد والديك الصغير يتظاهران بالنوم ،تسلل الديك العجوز خارجا من الحظيرة وصعد فوقها وصاح بصوت مخنوق ،فجاء الثعلب مسرعا وأطبق على رقبته.فكانت صيحته الأخيرة..!
وأسرعت جموع الديكة والدجاجات ،فأحكموا إغلاق الباب ،وتأهبوا لردع الثعلب..!
انني لست ريشة في مهب الريح ولكنني مثل تلك النخلة مخلوق لة اصل لة جزور ولة هدف الطيب صالح