ودع حي الشجرة العريق بالخرطوم (الحماداب جنوب) عصر الجمعة 30 ديسمبر 2011 الحاج محمد الحسن علي عمر الحضري والشهير بـ(النوبي)، بعد علة مفاجئة ، ألزمته سرير المرض بمستشفى الفؤاد بالصحافة ، والمرحوم والد المهندس الريح محمد الحسن بوزارة الزراعة الاتحادية وإقبال، وعم أبناء المرحوم فتح الرحمن الحسن بالرياض ، وإبن عم آل النائب بكريمة، وإبن عمة الحاج خليفة صديق وعوض صديق، وإبن خالة المرحوم عثمان جميل، وصهر آل عباس مختار بجزيرة الفيل بود مدني وآل جعفر حمود بالصحافة والكرو بالشمالية، وقريب بروفسور الشيخ محجوب جعفر وإخوانه، ومولانا مجذوب علي عيسي، والمرحوم بروفسور محمد عمر بشير وإخوانه، والشاعر المرحوم امام علي الشيخ واخوانه والمرحوم جد كل من المهندس محمد علي جعفر ود. عبد الرحمن علي جعفر ود. سارة وجعفر وأحمد ود. نهلة ونهي، وقد دفن رحمه الله بمقابر الشجرة.
والمرحوم من مواليد العقدة بمنزل الحاج الحضري رحمه الله ، وأول من فقد المرحوم هم أسرة مسجد الحماداب جنوب (أنصار السنة) حيث كان رحمة الله حمامة المسجد، وكان مشاركاً برأيه وفكره وماله في تعمير المسجد وتطويره وتوسعته، وهو أول من ابتدع فكرة (جنيه الجمعة) لدعم المسجد ومرافقه، وكان دائم الاهتمام والتوجيه للشباب في مختلف الأمور.
وفقد الأهل بالشمالية الحاج النوبي فقد كان بيته مفتوحاً للجميع منذ أن كان يسكن بالسجانة، وكان يطلق عليه المحطة الوسطي، لان كل زائر للخرطوم من البلد لابد أن يمر علي بيت حاج النوبي وزوجته المرحومة الحاجة آسيا صديق لتي اشتهرت باكرام الضيفان والوقوف مع الاهل في كل الملمات، وكان هذا البيت موئل كل أصحاب الحاجات والمرضي وطلاب العلم، وقد تخرج من هذا المنزل عدد كبير من طلاب الجامعات، مكثوا به سنوات طويلة، وشخصي الضعيف منهم.
وتميزت شخصية حاج النوبي بالحكمة وبعد النظر وكان الجميع في الاسرة وغيرهم يشاورونه في كل الامور المهمة ويجدون عنه النصح والأفكار النيرة، وكان يصادقه عدد من كبار الاطباء مثل بروفسور بشير أرباب و بروفسور مرغني سنهوري و بروفسور عبد الرحمن موسي وغيرهم، ومن أخلص اصدقائه المرحوم سر الختم الخليفة والد د. مرتضي وإخوانه، كما تميزت شخصية حاج النوبي بالفكاهة والدعابة المحببة، وحكي لي الحاج محمد علي موسي بكريمة، ان النوبي زار القرية في يوم ما، فارسلت ولدي ومعه شاي الصباح الي منزل خليفة صديق حيث ينزل حاج النوبي دائماً، وفي اليوم التالي التقيت بحاج النوبي، فقال لي
الولد وصل الشاي لكن البسكويت وقع منو..)، في دعابة انني رسلت الشاي بدون بسكويت او لقيمات.
وحياة حياة النوبي جديرة بالتوثيق لانها تحوي جملة من الفوائد والفرائد، فالمرحوم شارك في بداية حياته حينما عمل بالجيش، شارك في حرب 1948م بفلسطين، وأبلى فيها بلاء حسناً، واصيب في رجله إصابة بالغة ظلت ظاهرة للعيان، تشهد بقوة شكيمته وجهادة وفدائه لدينه، وهذه دعوة لأبنائه وأحفاده وعارفي فضله لتوثيق سيرة رجل يفتخر به الزمان والمكان.
الا رحم الله الحاج محمد الحسن النوبي، وادخله فسيح جناتك مع النبيين و الصديقين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا ، اللهم اغفر له وارحمه اللهم انزله منزلة الابرار من عبادك، الذين هم اقرب اليك وان تكون روحه الطاهرة رافلة في نعيم رضوانك .. انك ربنا سميع الدعاء والهم اهله جميعاً الصبر والسلوان.