من مواليد 1931م الرحماب مدينة كريمة – مركز مروي – المديرية
الشمالية
تخرج من مدرسة كريمة الأولية عام 1941م وكان عصامياً حيث بدأ
حياته العملية سمكري بسوق كريمة وكابد الحياة حتى أصبح من تجار الأقمشة الكبار
بسوق مدينة كريمة ، وكان دكانه قبلة المسئولين والموظفين من مدينة مروي وأنشأ مترة
غرب حي العقدة وتخصص في بستنة النخيل وضرب أروع المثل في الصراع مع الأرض وحزي
حزوه الكثيرين حتي أصبحت المنطقة واحة خضراء يستظل الناس بظلها ليرفهوا عن أنفسهم
في المناسبات .
عام 1944م تكون أول نادي اجتماعي بمدينة كريمة يحمل أسم (النادي
العام) وأصبح عضواً بالنادي ثم أصبح عضواً بلجنته وكان من أنشط الأعضاء حيث كانت
تصل منشورات مؤتمر الخريجين عبر النادي ويقول الحارث منصور ( إن العمل السياسي انطلق
من داخل النادي وكنا نرسل عضويتنا عبر النادي إلي مؤتمر الخريجين بأم درمان مع
تبرعاتنا ومن وقت لآخر كانت تصلنا المطبوعات من نادي الخريجين وللسرية التامة تصل
الرئيس ويتم تداولها وكنا نقوم بكتابة شعارات المؤتمر علي الحيطان وكنا نمارس
العمل السياسي داخل النادي ويقوم بالتغطية الفنان (عوض مدني) موظف بالبوسته وعندما
يحضر شخص يقوم بالعزف بالعود وغناء قصيدة إبراهيم الكاشف (ليالي ...يا ليالي ...
ليالي العودة تاني ) ) انتهي .
في انتخابات عام 1953م رشح السيد علي لدائرة مروي الجنوبية (
احمد الحسن أبو إدريس) ورفض ذلك الدكتور سيد احمد عبد الهادي وترشح مستقل وكان
وفده في الليالي السياسية (الحارث منصور – محمد علي حبيب الله – وحسن بابكر الحاج
) واتهمهم شاعر الختمية (سليمان حامد) بأنهم شيوعيون وقال قصيدته .
جاتنا عربيتو
عوك عوك *** وناس دعايتو تور المجوك
يا شيوعي اوعه
يقبضوك *** ومـا بيفكك حسـن السلـوك
عندما تكون الحزب الوطني الاتحادي عام 1953م كان الحارث من ضمن
قادة الحزب بكريمة وكان منزله بحي العقدة مفتوحاً للجميع وأستضاف فيه وفد الحزب
الوطني الاتحادي برئاسة الزعيم الأزهري في انتخابات عام 1957م وكانت كل النفقات من
جيبه الخاص وأقيمت ليلة سياسية بمدينة كريمة وكان ضمن المتحدثين الحارث منصور وجاء
في كلمته (يا سيدي الرئيس قد شهدت بعينيك تلك الألوف المؤلفة من جماهير هذه
المنطقة التي يسيطر عليها الدجالون والاستعماريون وقد وصلتها رسالتك المقدسة فرفعت
رؤوسها وحررت نفوسها وصارت تهتف من أعماق قلوبها (لا ضلال ولا تضليل عاش الشعب مع إسماعيل)
) أنتهي .
عام 1965م تأسس أول اتحاد لكرة القدم المحلي – كريمة وكان
الحارث عضواً بمجلس الإدارة ، وفي عام 1968م نشأ خلاف بين الأندية ومجلس الاتحاد
وتوقف النشاط الرياضي وللعلاقة التي تربط بين الحارث واحمد حسين شرفي محافظ المديرية
بالدامر دعاه لحل الإشكال وتكللت جهود شرفي بالنجاح وحُل الإشكال وتبرع لكل نادٍ
بمبلغ 500 جنيه .
بعد ثورة أكتوبر 1964م أجريت انتخابات للمجالس المحلية في عموم
السودان وفي دائرة كريمة الجنوبية ترشح الحارث وفاز بأغلبية الأصوات أمام المرشحين
(عثمان جبريل وعلي محمد الأمين) وأصبح عضواً بمجلس ريفي مروي ورئيساً للجنة
التخطيط .
أقيم حفل وداع لمساعد المحافظ للإقليم الجنوبي لمروي والقي
الحارث كلمة نيابة عن التجار بكريمة حازت علي إعجاب الحضور وكانت هنالك شخصية من
الخرطوم حضرت هذا الحفل وبعد الحفل اختلي بالحارث منصور وسأله عن مستوي تعليمه فرد
عليه الحارث المدرسة الأولية فقال له : ده ما مستوي المدرسة الأولية فما كان من
الحارث إلا أن قال له : (دِه مدرسة محمد احمد العجيمي ) .
وهو ضمن المؤسسين لمستشفي كريمة بماله وبسفره مع الوفود وجمع التبرعات وأصبح أسمه ضمن قائمة
الشرف التي شيدت مستشفي كريمة بالعون الذاتي .