قصه قصيره...!!
كانت هى كبرى الفتيات وقتها وهى فى سنتها الثالثه الجامعيه كلية الاداب..عندما فقدت والديها فى حادث سيارة مفجع.وهما فى طريق العوده من زيارة عزاء فى اطراف المدينه..مات الوالد والوالده.مخلفين لها بنتان وولدان فى المراحل الدراسيه الثانويه...
وكان عليها ان تتحمل مسئولية الاسره كامله بوصفها الشقيقه الاكبر...كان وقع الفاجعه مؤلما وحاسما وقاتلا.لكن الحياة لن تتوقف .وفى شجاعة متناهيه قررت ان توقف دراستها الجامعيه..وتقدمت الى طلب وظيفة فى احد شركات القطاع الخاص بمرتب مجزى ساعدها فيها احد اقرباء الاسره..وتولت كل شىء باعجاز وكفاءه.واستمر الحال وتداولت السنوات.ورفضت هى كل عروض الزواج التى قدمت لها معتذرة ان لديها مهمة تربية اخوانها فهى لا تفكر فى الزواج لقد وهبت نفسها وروحها لمهمتها النبيله..وتوالت الاعوام وتخرجت البنتين من الجامعه واحدة من كلية الطب والثانيه من كلية الهندسه..والولدين احدهما اصبح طيارا فى احد الخطوط العالميه فى الخليج.والثانى تخرج من كلية القانون.وهو يعمل فى مكتب احد كبار المحامين المشهورين..احست بالراحه وهى ترى نجاح شقيقاتها واخويها.سعدت واحست انها اوفت العهد لروح والديها..ونامت غريرة العين سعيده...تبقت لها المهمه الثانيه وهى تزوج البنات والاولاد..وسعت لكل ذلك .واستشارت وتابعت وتحدثت معهم..وعقدت اجتماعات تداوليه واستنبطت اراء وعرفت خصوصيات البنات والاولاد..وتم التوافق وبدات فى الاعداد.واشترطت ان يكون العرس كله فى يوم واحد للبنات وللاولاد..وحشدت استعداداتها واقامت احتفالا لائقا تحدثت المدينه والمجتمع عنه لفتره.وسافر العرسان..واصبح الصباح واحست بوحشة غربة الدار بعد ان اتخذ كل من اخوانها واخواتها وجهة حياته.احست بفراغ شديد .وتطلعت الى المراه.تنظر لملامح وجها..كانت فاتنة الملامح..فى شبابها.وهى فى الجامعه كتب فيها الشعر وتغنوا بعشقها وافاضوا فى محاسن سحر جمالها.تذكرت كل ذلك وهى ترى بعض التجاعيد قد تسللت الى ملامح الوجه.ورات خطوطا بيضاء قدكست الشعر.وزفرت زفرة حرى .وتذكرت انها ضحت من اجل اخوتها..وهى الان فى غاية السعاده... وفجأة لاح على افق الخاطر سؤال ملح جدا.ماذا سيكون مصيرها ومستقبلها الان...؟؟ اين هى من كل ذلك .هى الان وحيده بعد ان تفرق الحشد والكل ذهب فى طريقه وظلت هى مثل السيف وحدها فى جفيره..وحيدة..هل يعقل ان تفكر فى نفسها الان..؟؟ لد فات الوقت.ستسعد جدا ان هى استطاعت ان تحمل ابناء وبنات اشقائها..منتهى التضحيه ونكران الذات...
ومرت الايام والشهور والاعوام..وولدت البنات ورات اولاد الاشقاء .وانشغل الجميع عنها واصبحوا يزورونها فى البدايه كل اسبوع.ثم كل اسبوعين م كل اربعه اسابيع ثم بالشهور زيارات متباعده..واختلفت الاحوال والازمان.وهى صابرة تجتر كل مرارة الالم وتبحث لهم عن الاعذار..واصابها مرض السكرى..واصيبن بفشل كلوى..واصبحت طريحة الفراش وصريعة الغسيل الاسبوعى..وعرفوا بمرضها..واتوا اليها لكن المتابعه اصبحت متعثره بحجة مشاغلهم وارتباطاتهم العمليه والرسميه..واقترحوا ان يعينوا لها امراة بالاجر تقدم لها المساعده وتشرف عليها.كانت تسمع كل ذلك والحسرة تقتلها..فى بطء ومعاناه..واستمرت المراه تعمل معها لفتره...ولم تستطع المواصله لظروف عائليه تتطلب ان تترك العمل..وها هى تعانى .ولقد اخبرت المراه اخوانها بقرار تركها العمل..واتوا ذلك المساءلزيارتها.وتفقد حالها.كانت حالتها قد ساءت جدا..تركوها فى الغرفه واخذوا يتحدثون عن كيفية معالجة الامر.وكانت هى تسمع.تداولهم لحالتها وانها اصبحت عبئا ثقيلا عليهم.وسمعت اختها الطبيبه وهى تقول لهم انها استطاعت ان تجد لها مكانا فى دار للعجزه يمكن ان يحتفظوا بها الى ان تموت..! قالتها ببرود ودون اكتنراثزواكدت انها فعلت ذلك بناءا على اقتراحاتهم..وغدا سياتى الاسعاف لاخذها وايداعها فى دار العجزه..!! كانوا يتكلمون بصوت عالى...سمعتهم.وطفرت من عينها دمعة حزن وأسىوالم..بعد كل ما فعلت يكون هذا هو الجزاء لما قامت به وافنت زهرة شبابها من اجلهم يقروا ان يضعوها فى دار للعجزه..كسرها الالم..وعذبها كل ذلك الجحود.وخيانة الاشقاء لمن دفعت شبابها وعمرها وقوتها من اجلهم..وشعرت بعجز وضعف القدره..وسات الله ان يعجل باخذ روحها.كى يريحها من سوء ما يخطط له اشقائها...واراد الله لها ما تمنت...ففاضت روحها واخوتها يتحدثون فى اكمال اجراءت ايداعها لدار العجزه...!!!![/