الكسيق(قيمة تراثية )

الكسيق هو مساهمة مالية وفي حالات نادرة عينية خاصة بالنساء تقدم لصاحبة الشأن خلال التواصل الاجتماعي في المناسبات في الأفراح كالولادة والطهورة والعرس وفي المأتم أيضاً، وتختلف أهمية الكسيق حسب المناسبة والظرف، فكسيق الولادة يختلف عن كسيق الطهورة كما يختلف عن كسيق العرس، وعادة ما يقدم كسيق الولادة يوم السماية ويوضع تحت مخدة النفساء، أما كسيق الطهورة فغالبية الحريم يغمتن في يد الطفل المطهر أو تحت مخدته والبعض في يد صاحبة الشأن، ولكن كسيق العرس يسلم في اليد، وحسب العلاقة والتواصل تكون قيمة الكسيق الذي غالباً ما يبدأ بي أبو قرشين (الفريني) وقد يكون تلاتة قروش أو شلن (أب خمسي) والجعيصة بت الجعيص بي تدفع ريال (عشرة قروش)، وبما أن هذه الفئات من العملة كانت معدنية آن ذاك، لذلك غالباً ما تجد الكسيق مصرور في طرف التوب أو الطرقي، ويطلق على الكسيق أيضاً اسم الخُلات بضم الخاء، من المخالطة، دُغمست الطاء إلى تاء كما هو الحال في كلمة خيط التي تلفظ خيت، فمثلاً تجد الواحدة تنادي جارتا إنتي ماك ماشي عرس ناس فلاني فترد عليها ماها مخالتاني، وكذلك جاء في رسالة (رسلت السلام يغريك يا الزين).
حيث تقول لابنها:
ومن قِبل الملمات ماني فاضين
ومنطبقات عليّ تلاتي واتنين
وخلاتي ربع جنيه وبعضاً تلاتين
وهذا يعني أن الكسيق مع قلة قيمته كان يمثل هماً كبيراً على النساء لضيق ذات اليد وهو دينٌ واجب السداد، وقد يكون هنالك شيئاً من الضيق عند سماع دعوة لمناسبة، مثلاً تقول زهرة يا بخيتي قبُل ما أنسى مريم طه موصاني ليك قالت ليك طهورة ولدا يوم الاتنين تجي تحضري الدم، فترد عليها هي مريم دي أمس دا ما ولدت ومشينا ليها، أصلنا حا نبقى قبلا، ومع ذلك تمشي تحضر الدم، وهكذا كانت تتم الدعوة للطهورة بحضور الدم،
والمعروف أن الكسيق في أيامنا تلك لم يكن يكتب أو يسجل في أي ورقة أو دفتر ومع ذلك تجد صاحبة الشأن تحفظ كل من حضرت وكم دفعت في ذاكرتها ولا تنسى ذلك مهما تقادم الزمن.
أيام يا زمن ابتلعتها في جوفك فهل تعود مرة أخرى؟
خليكم مع النقطة أحسن