إن مرض الزهايمر هو داء يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز والتعلم، وقد تحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالات من حالات الجنون المؤقت.
ولا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير، إلا أن الأبحاث في هذا المجال تتقدم من عام لآخر.
إن تقدم السن هو أكثر العوامل المشجعة لظهور المرض، حيث أن غالبية المرضى يصابون به بعد سن الخامسة والستين، ويزداد احتمال ظهور المرض إلى ضعفين أو ثلاثة عند الأشخاص الذين أصيب أحد والديهم أو أجدادهم بهذا المرض مقارنة بالأشخاص الطبيعيين، كما تمكن العلماء مؤخرا من التعرف على مورثة يُعتقد أنها ما يسبب المرض.
هناك بعض الإرشادات التي يجب مراعاتها دائما عند التعامل مع مريض الزهايمر:
- عندما تتكلم مع مريض الزهايمر يجب أن تتكلم بهدوء وبصوت واضح مستخدما كلمات بسيطة وجمل قصيرة.
- حاولي أن يكون للمريض روتين يومي مستمر يبدأ من الصباح وينتهي بالمساء ولا يتفاوت من يوم لآخر، مما يساعد في تهدئة المريض.
- إن رعاية مريض الخرف وخاصة في المراحل المتقدمة عندما تصبح هناك إعاقات بدنية وعاطفية وتغيرات في شخصيته هي من الأمور الشاقة والمتعبة على أي شخص حتى لو كان بصحة جيدة.
يجب أن نعرف أن هذا المرض يتطور من سنة لأخرى بحيث لا يوجد هناك تذمر مع مرور الأيام بل يجب أن ننظر نظرة إيجابية وأن نحتسب الأجر من الله في رعاية هذا المريض، وخصوصا إذا علمنا أنه لا يمكن فعل شيء لوقف تقدم المرض.
- حاولي أن تكوني مرحة أثناء تعاملك مع مريض الخرف حتى لو كان فقد كثيرا من قواه العقلية وذاكرته، فقليل من المرح والتنكيت الخفيف قد يفرحك ويفرح المريض في نفس الوقت.
يجب على كل فرد من أفراد العائلة الصغير والكبير أن يهتم بالمريض ولا نترك الوظيفة لشخص واحد، ويفضل في بداية التشخيص أن يعرف كل فرد من أفرد العائلة معنى كلمة الزهايمر، وأنه سوف يتقدم كل سنة، وأن المريض قد يفقد قواه العقلية بتدريج مثل الذاكرة والحكم على الأشياء، وأحيانا الكلام والتوهان، كما يجب تنبيههم أن الحالة النفسية للمريض تتغير بما فيها من الاكتئاب أو هيجان في بعض الأحيان.
ويؤثر مرض الزهايمر على منطقة التخاطب بالدماغ فيواجه المريض في البداية صعوبات في إكمال الجملة مثل العثور على الكلمة المناسبة، وأحيانا صعوبة في فهم الكلمات التي تلقى عليه، كما أنه قد يعيد السؤال عدة مرات أو يغلط في استخدام بعض الكلمات، وسوف تلاحظي أن طلاقة المريض وقدرته على التخاطب تتغير من فتره لأخرى ففي بعض الأيام تكون جيدة وفي بعض الأيام متردية وهذا كثيرا ما يحدث في السنوات الأولى من مرض ألزهايمر، ويفضل استخدام لغة الإشارة البسيطة مثل الابتسامة وهز الرأس والتخاطب بالعين فهذا يسهل على المريض فهم المراد، عندما يتكلم مريض الخرف أو يحكي حكاية حتى لو كانت مكررة عشرات المرات يفضل الاستماع له والإنصات والابتسام له فهذا يساعد على تحسن نفسيته.
واستخدام الكلمات اللطيفة مع المريض مثل: (تفضل، اسلم، وطال عمرك، وغيرها) والابتعاد عن الكلمات الجافة التي تجرح مشاعره وخصوصا في السنوات الأولى عندما يكون المريض على شيء من الوعي بمشكلته فإن جرح مشاعره قد يصيبه بالاكتئاب الداخلي.
ويجب أن نحاول أن نبعد المزعجات والضجيج عن غرفة المريض وخاصة الراديو والتلفزيون، ولا نتكلم عن المريض مع الآخرين بحضرته معتقدين أنه لا يفهم فقد يحس المريض ببعض الكلمات ويفهمها، عندما يحاول المريض أن يجد الكلمة المناسبة ولا يستطيع ويتردد بالكلام نحاول أن نساعده بأن نقترح عليه كلمة معينة أو نعطيه خيارات يختار منها أو نعطيه قلما كي يكتبها.
إن المريض عندما تصبح ذاكرته ضعيفة قد يعيد السؤال مرات كثيرة حتى لو تم إجابته، وفي مثل هذه الحالة يفضل أن نجيبه مرة أو مرتين ثم نحاول أن نغيّر الموضوع بحيث لا يتعب المريض من تكرار السؤال.
عندما يقول المريض كلاما أو يقول قصة غير حقيقية يختلقها هو أو معلومة غير صحيحة لا نحاول أن نصحح له ونجادله في صحة الموضوع، يكفي ابتسامة ثم نغير الموضوع لإنهاء الوضع.
التبكير بوجبة العشاء بحيث تكون قبيل المغرب.
الإضاءة الجيدة عندما تأتي فتره ما بعد العصر يجب إضاءة البيت بطريقة جيدة،
وإخبار المريض بوقت المغرب عن طريق الساعات المنبهة.
عندما يحصل التوهان ويتلخبط المريض يجب مسك يده والتربيت على كتفه وإخباره أن الآن وقت المغرب من اليوم الفلاني وهكذا.
من النقاط المهمة التي يغفل عنها كثير من العوائل أن الفراغ يؤثر على نفسية المريض حتى لو كان المريض مخرفا فمن الأفضل أن يعطى شيئا يشغل وقته، أي عمل يدوي كان يحب عمله سواء الربط أو الحمل أو فك الأدوات، فكل عمل يدوي يقوم به المريض حتى لو كان ليس له أي فائدة سوف يساعد في رفع معنوياته وتحسين نفسيته لدرجة كبيرة فحاولي العثور على عمل يدوي يساعد المريض ويقضي على وقت فراغه سواء العمل في حديقة المنزل أو العمل على فك الأشياء أو رعاية بعض الحيوانات مثل رعاية الإبل وغيرها كل هذا يساعد في تحسين نفسية المريض.
بعض مرضى الزهايمر قد يصابون بالاكتئاب وخصوصا في المراحل المبكرة من المرض فيجب الانتباه لهذا وإخبار الطبيب عنه لأن الاكتئاب من الأشياء التي يمكن علاجها بالأدوية، وعلامات الاكتئاب تشمل حب الانعزال ونقص التركيز والإحساس بضيقة الصدر وقلة تعابير الوجه وقلة الشهية وقلة النوم بالليل وكثرة النوم بالنهار.
لتقليل احتمالات الاكتئاب يجب تشجيع المريض على الرياضة، وإعطائه فرصة للتحدث والاستماع له حتى ولو كان كلامه مكررا، كما يجب الالتزام بالنصائح التي ذكرناها سابقا بعدم التصريح بالتشخيص أمامه, كما أن القراءة تساعد إن كان يستطيع القراءة أو مشاهدة التلفاز.
في بعض الأحيان قد يكون من الأشياء التي تسعد المريض أن يركب بسيارة مع أحد أبنائه أو أحد أقاربه بحيث يأخذه في جولة بالحي أو الأماكن التي يحب زيارتها، ثم العودة للمنزل فهذا يعتبر مثل الدواء للمريض.
وحمانا الله واياكم........