يحكى انه فى قديم الزمان !!! سنة المجاعه التى اجتاحت السودان,, كان هنالك اسرة كريمه كانت تحب الخير وكانت تبذل الغالى والرخيص من اجل اسعاد الناس .. وقد كان رب هذه الاسره يساعد كل الناس وخاصة فى تلك السنه التى ضربت فيها المجاعة البلاد!! كان يخرج يوميا الغله ويوزعها على المساكين الجياع !! ولكن هيهات ,,, فقد كانت الكارثة اكبر منه,,,,, فقد وزع الرجل على الفقراء والجياع كل مايملك حتى انه لم يجد ما يسد به رمق عياله !! حاول جاهدا ان يشترى الذره !! ولكن من اين ؟؟؟؟ والناس ليس لديهم مايأكلونه ناهيك عن بيعه!!! لما اشتد الجوع على اهل بيته !! عرض ان يشترى الكيل من الذره بكيل من الذهب !! ولكنه لم يجد !! ولان نفسه ابيه آثر ان يموت هو واهل بيته بهدوء على ان يسأل الناس !!
اغلق على نفسه واهله ابواب بيته ورقدوا جميعا فى اسرتهم !! الاب ,, والام ,, والابناء ,,والبنات ..واستعدوا للموت !!
كانت عندهم طفله صغيره ,,, تسللت وهى لاتدرى مايحصل !!خرجت.. واخذت تلعب خارج المنزل ! حتى اعياها التعب والجوع فنامت طويلا !!
صحت والدنيا ليلا .. اخذت تنادى لاهلها !! واخيرا دخلت من فتحة فى الباب ونامت بجوار امها !! فى الصباح نادت الى امها كثيرا !!حاولت ايقاظها ولكن دون جدوى!! اخذت تبحث فى المنزل !! وجدت فتات خبز اكلته وونامت !!
كل يوم تبحث فى المنزل لتجد شيئا قليلا يسد رمقها !!
وبينما هى على هذا الحال !! اذا بها تبصر رجلا يحفر الارض ويضع شيئا داخل الحفر !! انتظرت الرجل حتى ذهب ,,,, وحضرت لتبحث ماذا وضع الرجل داخل الحفر !! وجدت داخل الحفر قمحا !! فرحت واخذت تأكله وتذهب !! ثم تأتى فى اليوم التالى وتجد الحفر قد ملئت قمحا مرة اخرى !! فتأكله وتذهب!!
أ ختار المزارع فى الشىء الذى يأكل قمحه كل يوم!!
قررفى ذلك اليوم ان يكمن فى المزرعه ليرى الخلوق الذى يأكل زراعته !!!
ولدهشته الشديده وجد الفاعل !!وجد طفله صغيره جميله ,, ولكنها هزيله من شدة الجوع !! فأخذها الى منزله ,,, اعطاها طعام وشراب ,,, وظل يرعاها !! ومرت السنوات وتعدل الحال وصارت الدنيا رخاء ,, وكبرت الفتاة !!
فقرر الرجل ان يتزوجها !! فكانت نعم الزوجه الصالحه !!,,, انجبت له البنين والبنات !وعاشوا فى اسعد لحظات !! وفى احد السنوات كان الخير كثيرا والفمح وفيرا ! كان يؤتى به من المزرعه الى المخازن !!
كان الفمح ينتثر على الارض !! كانت المرأة الصالحه تجلس على الارض ووتلتقط االقمح وتضعه فى يدها !!وبينما هى منهمكه ,, اذا بزوجها ينتهرها ويقول لها {{ رجعت الى حالك القديم ياسارقة الحب من الحفر }} وقع هذا الكلام وقع الصاقعه عليها !!
ذهبت الى المنزل ونادت على اولادها وبناتها وزوجها !!
اخبرتهم بأن يجهزوا رحالهم لانهم سوف يذهبون معها فى رحله ليست بعيده !!
سألها زوجها وابنائها الى اين ؟؟؟؟؟
لم تجبهم بل اصرت على السفر !!
فأمتثلوا لرغبتها !!
سارت بهم فى وديان ووديان
اخيرا وصلوا الى منزل فى وسط الصحراء !!
اشارت اليهم بالنزول !!
كانت تعرف مكان المفتاح !! لانها ذهبت وحفرت فى مكان معين ! واخرجت المفتاح ,,,
وفتحت الباب والجميع تلجمهم الدهشة مما يحصل !!
دخلت ,,,,, وخلوا خلفها
فتحت مخزن البيت !!
المخزن ملىء بالذهب !! امرتهم ان يأخذوا من الذهب ماشاؤا !!
كانوا جميعا فريحين !!
اخذوامايستطيعون حمله من الذهب !!!!
ثم اشارت لهم ان يتبعوها !!
ادخلتهم غرفه !!!
اشارت لهم [أن هذا الذى يرقد هنا هو ابوها !! وهذه امها !! وهؤلاء اخوتها !!
ماتوا بكرامتهم بعد ان بذلوا كل مالديهم من قمح الفقراء والمساكين !!
ولو انهم وجدوا كيل الذهب بكيل القمح لما ماتوا!!
امرتهم بالخروج وتظاهرت بالخروج معهم !!
فجأة دخلت واقفلت الباب !!وقالت قولتها المشهوره {{ لو كان لقينا الكيل بالكيل ماكان رحنا بالميل }}
اخذ زوجهايبكى ويتوسل ,, وابنائها يطرقون عليها الباب ولكن لاحياة لمن تنادى !!
تمددت بجانب اهلها وراحت فى سبات !!
ولحقت بأهلها فى كرامة وصمت !!!
{{ انها قصة ابو القنعان }} كما سمعتها
اعتقد انها من التراث السودانى الذى ينقل شفاهتة
نقلته لكم حتى لايندثر !!!